قصيدة قلم رصاص
كراسة للرسم ما ظل من حجري ومن كلماتي
اشلاء اغنية وحزن رعاة
واذا اختفى شجر الحكاية من يدي
فعلام البس جبة الحكواتي
وعلام اروي قصة مثقوبة
مرت عليها الناس دون رواة
لم تبقى في الكاس القديم حكاية
تغري ولا خمر على الكلمات
صحو بليد في الشوارع يرتمي
وحكاية معروفة الخطوات
ومدينة هرمت بلا شرفات
وقرى قديمات على قسماتي
قبلتها منذ ان كان خمرا ناسها
وسجدت في ابوابها سنوات
ونسيت ان الوقت ضوء فراشة
فرجعت لا خمري ولا صلواتي
ورجعت ابحث عن ظلال معلم
مازال يغسل صوته عتباتي
مازال محتفلا كاي حديقة
فيها زرعت تلعثمي وشكاتي
يا حزنه ويداه متربتان من طبشوره
والعمر والحسرات
مازال طعم دخانه رطبا بقمصاني
ومختلطا بطين حياتي
عيناه ساقية دفنت بسرها لعبي
وبعض دفاتر وقحات
قلم الرصاص رسمت فيه بحيرة
وغرقت لو لم تنتفض ممحاتي
ورسمت شمسا تستحي من اهلها
ومراعيا خضراوسرب قطاة
ورسمت اغناما تسير وراعيا يلهو
وفلاحين نصف عراة
ورسمت رائحة الحصاد
ووجه حقل مثقل بالقمح والبقرات
ونسيت ان الوقت ضوء فراشة
فرجعت لا رسمي ولا قبلاتي
فالحرب تفقس في دفاتر رسمنا
وتخط مقبرة على صفحاتي
فالحقل صار معسكر
والنهر صار حكاية والقمح للفلوات
وعجبت للفلاح تحمل كتفه
رشاشة بدلا من المسحاة
فرسمت نصف مدينة مهجورة
اكلت ازقتها يد السرفات
ما ظل من حجري ومن كلماتي
كراسة للرسم دون حياة
احتاج عمرا ثانيا
لاجيد ثانية رسوم الشمس والفتيات
احتاج نصف معلمي
لاشر اسئلتي على اكتافه الشجرات
لانام نصف الليل لا قلق يساورني
ولا ندم على طرقاتي